الأوضاع الإنسانية المرصد

مرصد مشاد: قصف مسجد الفاشر جريمة حرب وإرهاب ضد الإنسانية

مرصد مشاد: قصف مسجد الفاشر جريمة حرب وإرهاب ضد الإنسانية

يدين مرصد مشاد لحقوق الإنسان بأشد العبارات وبقلب مثقل بالحزن والأسى الجريمة المروّعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع عبر قصفها الإرهابي لمسجد مدينة الفاشر أثناء أداء المصلين لشعائرهم، مما أسفر عن مقتل أكثر من 84 مدنياً بينهم 11 طفلاً ومدير منظمة مشاد بالولاية وإصابة العشرات بجروح خطيرة. إن هذا الاعتداء الغاشم يمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية، وعلى رأسها القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ويُعد جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

إن تكرار هذه الجرائم ضد المدنيين الأبرياء واستهداف دور العبادة والمرافق العامة يوضح بجلاء النهج الممنهج الذي تتبعه قوات الدعم السريع في قتل السودانيين وتدمير مقومات حياتهم أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي، في ظل صمت مريب وتقاعس يرقى إلى مستوى التواطؤ غير المباشر ويشجع على استمرار ارتكاب المزيد من الفظائع.

ويؤكد مرصد مشاد أن هذه الجريمة الإرهابية تشكّل وصمة عار في جبين الإنسانية ودليلاً دامغاً على مساندة بعض القوى الدولية والإقليمية لهذه القوات الإجرامية لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب دماء الأبرياء. إن السكوت عن مثل هذه الجرائم الجسيمة يقوّض قيم العدالة الدولية ويهدم ما تبقى من الثقة في النظام العالمي لحماية حقوق الإنسان وصون الكرامة الإنسانية.

إننا نوجّه نداءً عاجلاً إلى شعوب العالم الحية وما تبقى من المؤسسات الدولية والإقليمية الشريفة لإدانة هذا العمل الإرهابي بوضوح لا لبس فيه، والاعتراف بخطورة استمرار جرائم الدعم السريع، والعمل فوراً على تصنيفها كمنظمة إرهابية وفرض أقصى العقوبات على قياداتها والداعمين لها، مع إحالتهم إلى العدالة الدولية لمحاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. كما ندعو الضمير العالمي إلى التدخل الفوري والعاجل لحماية المدنيين الأبرياء وتوفير المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لمن تبقى منهم.

لقد آن الأوان أن يتحرك العالم بجدية ومسؤولية لإنهاء هذه المأساة المستمرة، وأن يثبت التزامه بالقيم الإنسانية والعدالة الدولية لا بالأقوال وإنما بالأفعال التي توقف نزيف الدم وتحمي أرواح الأبرياء في السودان.

#منظمة_مشاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *