عشية افتتاح الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان، المكرسة لمناقشة تقرير بعثة تقصي الحقائق بشأن السودان، توجه منظمة مشاد لحقوق الإنسان والتنمية الإنسانية نداءً صادقًا إلى أعضاء المجلس وجميع المشاركين للتعامل مع الأزمة السودانية بمسؤولية تاريخية وضمير إنساني حقيقي. يجب أن يتجاوز ذلك التأجيلات والبيانات الفارغة والتقارير الشكلية التي لم تخفف من معاناة الضحايا ولم توقف الكارثة الإنسانية المستمرة.
إن المحنة الكارثية التي يواجهها الشعب السوداني اليوم—والمتمثلة في القتل، والنزوح، والمجاعة، والانتهاكات الجسيمة المنهجية—تتطلب من المجلس تجاوز التوصيات غير الملزمة، واعتماد قرارات حاسمة تعيد الكرامة للضحايا، وتضمن جبر الضرر، وتضع حدًا لدائرة العنف المستمرة. وفي الوقت نفسه، يجب اتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة المستويات غير المسبوقة من المعاناة الإنسانية.
وتشدد مشاد على أن استمرار الإفلات من العقاب يشكل تهديدًا مباشرًا للنظام الدولي لحقوق الإنسان. إن المصداقية الحقيقية للمجلس تُقاس ليس بعدد التقارير التي يُنتجها، بل بقدرته على حماية المدنيين ومحاسبة الجناة. وبناءً على ذلك، تدعو مشاد إلى الاعتراف الكامل بخطورة الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع—والتي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية—وإلى التعامل مع قوات الدعم السريع ككيان إرهابي يجب عزله دوليًا. كما تدعو المنظمة إلى محاسبة جميع الأطراف والدول والأفراد الذين قدموا للدعم السريع دعمًا ماليًا أو سياسيًا أو عسكريًا أو إعلاميًا، وحثهم على الملاحقة أمام آليات العدالة الدولية، وكشفهم أمام الرأي العام العالمي، وفرض عقوبات حازمة وشفافة لردع كل من يساهم أو يتواطأ في استمرار الحرب.
وتجدد مشاد مناشدتها لمجلس حقوق الإنسان والمجتمع الدولي للنهوض بالتحدي الإنساني والتاريخي الذي تفرضه حقيقة الوضع في السودان، والعودة إلى صوت الضمير الإنساني والأطر القانونية الدولية، والوقوف إلى جانب الشعب السوداني في نضاله من أجل البقاء والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. إن هذه اللحظة تمثل اختبارًا حقيقيًا لإرادة المجتمع الدولي وقدرته على الانحياز للضحايا وتجسيد القيم التي تأسس عليها نظام الأمم المتحدة.
#منظمة_مشاد