تدين منظمة مشاد لحقوق الإنسان والتنمية الإنسانية بأشد العبارات الهجوم الوحشي والمتكرر الذي نفذته الشرطة النيجيرية على مركز الحوار الإنساني بمدينة أغاديش، وكان آخره بتاريخ ٢١ أغسطس ٢٠٢٥م حيث تم اعتقال ستة لاجئين سودانيين (ثلاث نساء وثلاثة رجال) واقتيادهم إلى مكان غير معلوم دون أي سند قانوني أو إجراء قضائي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي للاجئين. وقد جاء هذا الاعتداء امتدادًا لحوادث أمنية متكررة كان أخطرها في ٢٥ مايو ٢٠٢٥م حين اغتيل لاجئ سوداني برصاص الشرطة داخل ذات المركز الذي يأوي قرابة ١٠٠٠ لاجئ سوداني يعيشون في ظروف إنسانية مأساوية.
وإذ تعرب المنظمة عن قلقها البالغ واستنكارها العميق، فإنها تناشد أولًا الحكومة السودانية القيام بواجبها الوطني والدستوري في حماية مواطنيها اللاجئين بالخارج والدفاع عنهم كما تفعل سائر الحكومات في العالم، والتحرك العاجل من خلال القنوات الدبلوماسية والإقليمية لضمان سلامتهم وحقوقهم. كما تدعو المنظمة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في توفير الحماية الفعلية للاجئين السودانيين، وتحث الاتحاد الإفريقي على القيام بدوره في إلزام السلطات النيجيرية باحترام التزاماتها الإقليمية والدولية، وتطالب المجتمع الدولي كافة بالتحرك العاجل والمنسق لحماية اللاجئين السودانيين وصون كرامتهم الإنسانية وفقًا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
إن ما يتعرض له اللاجئون السودانيون في دول الجوار الإفريقي يشكل وصمة عار على جبين القارة والضمير الإنساني، وانتهاكًا فادحًا للمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان وحماية اللاجئين. وتجدد منظمة مشاد التزامها بالعمل على فضح هذه الانتهاكات والتصدي لها، وبمواصلة جهودها مع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل ضمان حقوق اللاجئين السودانيين في الحماية والكرامة والعدالة.
