في خطوة استراتيجية تعبّر عن التزامها العميق تجاه قضايا الإنسان والوطن، تُعلن منظمة مشاد لحقوق الإنسان والتنمية الإنسانية عن إطلاق المشروع الأول من خطتها العشرية، والمتمثل في البرنامج القومي لتأهيل وتشغيل 1.5 مليون شاب وشابة في مختلف ولايات السودان، ضمن رؤية شاملة تستهدف الإسهام الفاعل في جهود إعادة الإعمار، وتعزيز السلام الشامل، وبناء الدولة المدنية القائمة على العدالة والفرص المتكافئة.
يرتكز هذا البرنامج الوطني على تمكين الشباب السوداني من خلال مسارات تدريبية وتشغيلية متكاملة، تشمل مجالات الزراعة الحديثة والإنتاج الحيواني، والصناعات اليدوية والحرفية، والطاقة المتجددة والتقنيات البيئية، إلى جانب التحول الرقمي وتطوير المهارات التقنية، وتعزيز ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة، وتفعيل العمل المجتمعي والتنمية المحلية، في إطار سعي جاد نحو بناء اقتصاد إنتاجي شامل يرتكز على المعرفة والإنسان.
يمثّل هذا المشروع نقطة تحوّل مفصلية في مسار التنمية، باعتباره مبادرة حقيقية تعيد الاعتبار للشباب كطاقة وطنية فاعلة، وتفتح أمامهم آفاقًا واسعة للتمكين والمشاركة في بناء مستقبل مستقر ومستدام، ويأتي في وقت تتعاظم فيه الحاجة إلى برامج جادة تستجيب لتطلعات المواطنين، وتعمل على التخفيف من تداعيات النزاع والتدهور الاقتصادي.
وتدعو منظمة مشاد جميع الشباب والشابات من مختلف ربوع السودان إلى المبادرة بالتسجيل والمشاركة في هذا البرنامج الوطني الطموح عبر التواصل مع المنظمة ومكاتبها ومنصاتها الرسمية، كما تحث الجهات الحكومية على الانخراط الفعّال في إنجاح هذا المشروع من خلال توفير الدعم المؤسسي والتشريعي واللوجستي اللازم، وتناشد المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية، والقطاع الخاص، والشركاء في مسار التنمية، إلى تقديم الدعم والمساندة لهذا الجهد البنّاء الذي يستند إلى إيمان راسخ بأن الشباب هم نواة التغيير ومحور الاستقرار وبوابة الدولة الحديثة.
وإذ تطلق منظمة مشاد هذا المشروع الرائد، فإنها تؤكد أن بناء السودان الجديد لا يبدأ من القصر أو من السلاح، بل من الميدان، من إرادة الناس، من طموحات الشباب، ومن مشروع وطني جامع يعيد الثقة والأمل، ويُطلق طاقات العقول والأيادي لبناء وطن يليق بشعبه، وإن هذا المشروع ليس سوى البداية لمسيرة تنموية ممتدة، ستشكل معالم مستقبل أكثر عدلاً وأمناً وإنصافاً لسودان لا ينكسر، بل ينهض من رماده بإرادة أبنائه.
