السلام

⭕️منظمة مشاد: أكثر من أربعة ملايين إنسان في إقليم دارفور على حافة كارثة إنسانية شاملة – نناشد العالم لإنقاذ ما تبقى من الإنسانية⭕️

تعرب منظمة مشاد عن بالغ قلقها إزاء الانهيار المتسارع والخطير في الأوضاع الإنسانية بإقليم دارفور، لاسيما في مدن الفاشر، طويلة، نيالا، الجنينة، زالنجي، والضعين، في ظل استمرار العمليات العسكرية وغياب شبه تام لأي استجابة إنسانية فعّالة. لقد تحوّلت الحياة اليومية في هذه المدن إلى معاناة مستمرة وموت محقق، مع النقص الحاد في الغذاء والرعاية الصحية والمياه النظيفة والاحتياجات الأساسية، وتفشي الأمراض، وتصاعد وتيرة النزوح الجماعي.

إننا في منظمة مشاد نحمّل قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها المسؤولية الكاملة عن التدهور الكارثي في الأوضاع، نتيجة للهجمات الواسعة والانتهاكات الجسيمة المستمرة التي طالت المدنيين والبُنى التحتية ومرافق الخدمات، ما أدى إلى تعطيل شبكات الحياة بالكامل في معظم مناطق دارفور.

تشير التقديرات الميدانية إلى أن أكثر من أربعة ملايين من أبناء وبنات دارفور مهددون بالموت والجوع والمرض في أي لحظة، ما لم يتم التدخل العاجل والفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. إن هذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية قانونية وأخلاقية واضحة، بموجب أحكام القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. إن الصمت أو التباطؤ في التحرك لم يعد خيارًا، بل يمثل شكلًا من أشكال التواطؤ في ما قد يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

إن منظمة مشاد تدق ناقوس الخطر وتؤكد أن استمرار تجاهل هذه المأساة سيؤدي حتمًا إلى تفاقمها وانتقال آثارها الكارثية إلى مناطق أوسع، ما سيقود إلى نتائج لا رجعة فيها. ومن هذا المنطلق، نناشد الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية، إلى التحرك الفوري لإنشاء ممرات إنسانية آمنة، وضمان وصول المساعدات الأساسية بشكل مباشر ومنتظم إلى المحتاجين دون قيود.

كما ندعو وسائل الإعلام والمجتمع المدني حول العالم إلى تسليط الضوء على هذه المأساة، وممارسة الضغط على الجهات المعنية من أجل وضع حد لمعاناة الملايين في دارفور.

إن أرواح الأبرياء ليست مجرد أرقام في تقارير – إنها مسؤولية إنسانية وأخلاقية تقع على عاتقنا جميعًا. الوقت ينفد، والمأساة تتسع، والموت بات يسبق الإغاثة.

منظمة_مشاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *