تتابع منظمة مشاد ببالغ القلق والأسى ما شهده مخيم بيالي للاجئين السودانيين في جمهورية أوغندا من أحداث عنف خطيرة تمثلت في هجوم مروّع بالأسلحة البيضاء نفذته مجموعات من شباب ينتمون إلى قبيلة النوير داخل المخيم، ما أدى إلى سقوط ضحايا وإصابات بليغة في صفوف اللاجئين، بينهم نساء وأطفال، في مشهد مأساوي ينتهك أبسط القيم الأخلاقية والإنسانية.
وقد أسفرت هذه الهجمات عن حالة من الهلع وعدم الاستقرار داخل المخيم، في ظل عجز واضح للسلطات الأمنية المحلية عن احتواء الموقف أو وقف الاعتداءات المتكررة، حيث ما زال المعتدون ينتشرون في منطقة كلاستر L وهي مركز الحادثة، مما فاقم من حجم الكارثة وأعاد إلى الأذهان مشاهد العنف والنزاعات التي فرّ منها اللاجئون طلباً للحماية والأمان.
إن منظمة مشاد، وهي تندد بشدة بهذه الأفعال الوحشية، تؤكد أن ما جرى يشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني، وللأعراف والمواثيق التي تضمن حماية اللاجئين وتكفل كرامتهم وسلامتهم الجسدية والنفسية. وعليه، فإننا نناشد الحكومة الأوغندية بتحمل مسؤولياتها الكاملة والتدخل الفوري والحاسم لتأمين المخيم، وفرض سيادة القانون، ووقف الاعتداءات فوراً، وتقديم الجناة إلى العدالة، بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الجرائم.
كما تدعو المنظمة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ومنظمة الهجرة الدولية (IOM)، وجميع الشركاء الدوليين والمنظمات المعنية، إلى التحرك العاجل لمراقبة الوضع ميدانياً، وتقديم الحماية والمساعدة الطبية والإنسانية العاجلة للمتضررين، والعمل على بلورة حلول واقعية ومستدامة، من ضمنها النظر في إمكانية نقل اللاجئين السودانيين إلى موقع أكثر أماناً وهدوءاً، بالتنسيق الكامل مع الحكومة الأوغندية.
وفي هذا السياق، تؤكد منظمة مشاد أهمية ترسيخ ثقافة السلم الأهلي بين اللاجئين، وتدعو كافة المكونات المجتمعية داخل المخيم إلى تحكيم صوت العقل وتغليب روابط الأخوة والجوار والتاريخ المشترك، والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى العنف أو الفتنة، حفاظاً على الأرواح والمكتسبات، واحتراماً للبلد المضيف الذي احتضنهم في ظروف قاسية وصعبة.
ختاماً، نعرب عن تضامننا الكامل مع أسر الضحايا والمصابين، ونسأل الله تعالى أن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، ونؤكد مجدداً أن صون كرامة اللاجئ وحمايته واجب لا يحتمل التسويف أو التهاون، ومسؤولية جماعية تستدعي تكاتف الجميع.
