تتابع منظمة مشاد بقلق بالغ التطورات المؤسفة التي تشهدها منطقة الدبة في الولاية الشمالية، والتي تنذر بانزلاق خطير نحو مزيد من التوترات الاجتماعية والانقسامات التي تهدد السلم الأهلي والنسيج الوطني.
وإذ نُعرب عن أسفنا العميق إزاء هذه الأحداث، فإننا نؤكد رفضنا القاطع لأي ممارسات أو تدخلات تؤجج الفتنة وتغذي الكراهية بين مكونات المجتمع، ونشدد على ضرورة تحكيم صوت العقل وتغليب المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبارات سياسية أو جهوية. إن السودان اليوم في أمسّ الحاجة إلى التكاتف ورأب الصدع، وليس إلى مزيد من الانقسام والانجرار إلى صراعات عبثية لا تخدم إلا أعداء الاستقرار.
تدعو المنظمة جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والانخراط في حوار مسؤول، كما نناشد الإدارة الأهلية بالولاية أن تضطلع بدورها الوطني والتاريخي في التهدئة وقيادة جهود المصالحة بكل حكمة وتجرد، استنادًا إلى مكانتها المجتمعية وتأثيرها الإيجابي الممتد.
كما نهيب بالقوى الوطنية الفاعلة والمنظمات المدنية إلى مضاعفة جهود التوعية وتعزيز قيم التماسك الاجتماعي والتعايش السلمي، ومجابهة الخطابات الهدامة التي تسعى إلى تمزيق أوصال المجتمع، ونعبر عن بالغ قلقنا من محاولات بعض القوى السياسية التي لا تكاد تطأ قدمها أرضًا إلا وتركت خلفها بذور الفوضى والفتنة.
تؤكد منظمة مشاد التزامها الراسخ بمبادئ السلام الشامل والعدالة الاجتماعية، واستعدادها الكامل للتعاون مع جميع الجهات الوطنية المخلصة في سبيل حماية الاستقرار وبناء وطن يتسع للجميع. إن الحفاظ على وحدة السودان وسلامة مجتمعاته مسؤولية مشتركة لا تحتمل التردد أو التقاعس.