السلام

نداء دولي عاجل لإنقاذ السودان من كارثة إنسانية شاملة

إلى المجتمع الدولي والإقليمي، إلى الهيئات الإنسانية والحقوقية، إلى المنظمات متعددة الأطراف، وإلى شعوب العالم الحرة وكل الضمائر الحيّة:

في ظل تفاقم الأزمة السودانية وتحوّلها إلى واحدة من أخطر الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، تُطلق منظمة مشاد لحقوق الإنسان والتنمية الإنسانية هذا النداء العاجل، داعية إلى تحرك دولي منسّق وفعّال لإنقاذ ملايين المدنيين العالقين تحت نيران الحرب، والمحاصَرين في مدن وقرى تعاني من القصف والجوع والحرمان الكامل من مقومات الحياة الكريمة.

لقد بلغت معاناة المدنيين السودانيين مستوىً بالغ الخطورة، حيث تُرتكب بحقهم انتهاكات مروعة ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفق ما تنص عليه اتفاقيات جنيف والنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وإن وقف هذه الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها من دون استثناء أو إفلات من العقاب، يُعدّ مسؤولية قانونية وأخلاقية مشتركة على عاتق المجتمع الدولي.

تؤكد منظمة مشاد على أن فك الحصار عن المناطق المحاصَرة، خصوصًا تلك التي تطالها ممارسات قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن، هو مطلب لا يقبل التأجيل. كما تشدد على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة ومحايدة، ووقف جميع العمليات القتالية، وصون أرواح المدنيين والمنشآت المدنية، وإنهاء كل أشكال القتل العشوائي، والتجويع القسري، والتهجير الممنهج.

إن استمرار الحرب في السودان لا يشكل تهديدًا داخليًا فحسب، بل ينذر بموجات انهيار إنساني وأمني قد تطال الإقليم بأسره، وتزعزع استقراره لعقود قادمة. لذلك، فإن إنهاء النزاع بات ضرورة استراتيجية وإنسانية عاجلة تتطلب استجابة دولية مسؤولة.

وفي هذا الإطار، تدعو المنظمة جميع الدول والحكومات والمؤسسات الدولية إلى مضاعفة الجهود من أجل وقف الحرب، ودعم مسار سلام عادل وشامل يضمن كرامة الشعب السوداني. كما تناشد بفرض أقصى العقوبات السياسية والدبلوماسية والقانونية على الجهات التي تموّل الحرب وتغذّي خطاب الكراهية، ووقف كل أشكال الدعم التي تمكّنها من الاستمرار في نشر العنف والانقسام.

وتحث منظمة مشاد شعوب العالم، ووسائل الإعلام الحرة، والصحافيين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والنشطاء في كل مكان، على التحرك العاجل، وإعلاء صوت التضامن الإنساني مع الشعب السوداني، وتسليط الضوء على المعاناة المتفاقمة التي يعيشها المدنيون، قبل أن ينزلق السودان إلى هاوية الانهيار الكامل وتُطوى مأساته في صمتٍ دولي مؤلم.

إننا لا نخاطب العالم اليوم طلبًا للتعاطف، بل دعوة إلى تحمّل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية والقانونية، والانتصار لقيم العدالة والكرامة والحق في الحياة.

وتواصل منظمة مشاد من موقعها توثيق الانتهاكات، وتقديم الدعم للضحايا، والعمل بالشراكة مع الهيئات الإقليمية والدولية لإعلاء صوت العدالة، وفتح نوافذ الأمل في وجه الألم السوداني العميق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *