
⭕️مرصد مشاد يوثق انتهاكات ميدانية جسيمة لحقوق الإنسان في شمال دارفور – يونيو 2025.⭕️
يعرب مرصد مشاد عن بالغ قلقه إزاء التصاعد الخطير للانتهاكات المرتكبة من قبل قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر ومحيطها بولاية شمال دارفور خلال شهر يونيو 2025، والتي تمثل انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وقد ترقى في بعض صورها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
بناءً على توثيق مباشر أجراه فريق المرصد من خلال مقابلات ميدانية مع الضحايا وشهادات حية من شهود عيان، يؤكد المرصد أن القصف المدفعي العشوائي الذي استهدف الأحياء السكنية قد أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 103 مدنيًا، من بينهم 13 طفلًا، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 201 مدني بجروح متفاوتة، في انتهاك واضح لمبدأ التمييز وحماية المدنيين أثناء النزاعات.
وفي ظل هذه الهجمات العنيفة، اضطرت أعداد هائلة من الأسر إلى الفرار من مناطقهم تحت القصف والنار، وقد وثّق المرصد، استنادًا إلى روايات متطابقة من النازحين، نزوح أكثر من 469,000 أسرة، من بينهم نحو 80,000 فروا إلى دولة تشاد، وأكثر من 24,000 إلى دولة ليبيا، وسط ظروف إنسانية مأساوية تفتقر لأدنى مقومات السلامة والرعاية.
كما وثق المرصد، استنادًا إلى إفادات صادمة من الضحايا والناجين، وقوع 32 حالة اغتصاب بحق نساء وفتيات، من بينهن 6 طفلات دون سن الثامنة عشرة، خلال محاولتهن الهروب من مناطق الاشتباكات، ما يشكل انتهاكًا فادحًا للقانون الدولي ويعكس حجم العنف القائم ضد النساء والفتيات في هذه الأزمة.
وأكد شهود ميدانيون قيام قوات الدعم السريع باعتقال تعسفي لأكثر من 132 شابًا، لا يزال أغلبهم قيد الاحتجاز في مواقع سرية يتعرضون فيها للتعذيب وسوء المعاملة، دون أي شكل من أشكال الإجراءات القانونية، مما يمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية وحرمة الجسد الإنساني.
وبحسب المعاينات الميدانية وصور الأقمار الصناعية، تم تسجيل تدمير متعمد لعشرات المنازل والمرافق الخدمية، بما في ذلك مدارس ومراكز صحية، ما تسبب في انهيار شبه تام للبنية التحتية والخدمات العامة.
إن مرصد مشاد، إذ يدين هذه الانتهاكات الجسيمة التي تم توثيقها ميدانيًا من مصادر أولية، فإنه يدعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل عبر فتح تحقيق دولي مستقل وشامل، وضمان محاسبة مرتكبي هذه الجرائم وفقًا للقانون الدولي. كما يطالب بتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وتقديم المساعدات العاجلة للنازحين، والعمل على وقف الانتهاكات التي تقوض أسس العدالة والسلام في السودان.