يعرب مرصد مشاد عن صدمته البالغة وإدانته المطلقة لما تقوم به قوات الدعم السريع من ممارسات إجرامية ممنهجة بحق الأطفال في ولايتي دارفور وكردفان، حيث يتم اقتياد الأطفال قسرًا من منازلهم ومخيمات النزوح تحت تهديد السلاح، ودمجهم قهرًا في العمليات القتالية، في انتهاك سافر لكل القيم الإنسانية والأعراف القانونية الدولية.
تُشير التقارير الميدانية الدقيقة التي تلقاها المرصد من مصادر موثوقة على الأرض، إلى تصاعد عمليات التجنيد القسري للأطفال بشكل مرعب، حيث يتم استهدافهم بشكل مباشر، وانتزاعهم من حضن أسرهم، وتجنيدهم دون أي شكل من أشكال الرضى أو الإدراك، في جريمة مزدوجة تنتهك طفولتهم وتصادر حقهم في الحياة الآمنة والتعليم والنمو السليم، وتشكل في الوقت ذاته انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية حقوق الطفل، والبروتوكول الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة.
إنّ ما يجري في السودان من جرائم بحق الأطفال لا يمكن وصفه إلا بأنه محرقة بشرية تُرتكب في وضح النهار، وسط صمت دولي مخزٍ وتراخٍ مقلق للمجتمع الدولي، ما يُهدد بتطبيع الجريمة وتعميق معاناة الأجيال القادمة. ويُحمّل المرصد قيادة قوات الدعم السريع وكافة من تورط أو تواطأ معها، مسؤولية مباشرة وكاملة عن هذه الجرائم، التي ترقى إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ويُطالب بمساءلتهم وملاحقتهم دون إبطاء.
وإذ يُطلق مرصد مشاد صرخة إنسانية عاجلة، فإنه يدعو العالم الحر إلى كسر حاجز الصمت والتدخل الفوري لحماية ما تبقى من أطفال السودان من الوقوع ضحايا في ماكينة الحرب، ويحث الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والمنظمات الدولية والإقليمية المختصة، على اتخاذ إجراءات عملية وملموسة لوقف هذه الجرائم فورًا، وتأمين الحماية القانونية والإنسانية للأطفال، وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
أطفال السودان ليسوا جنودًا… الطفولة ليست ميدانًا للقتل… أوقفوا هذه المجزرة الآن.