في ظل استمرار التصعيد الخطير والانتهاكات الجسيمة التي تشهدها الساحة السودانية يعرب مرصد مشاد لحقوق الإنسان عن إدانته البالغة واستنكاره الشديد للقصف الممنهج الذي استهدف مستشفى الأبيض من قبل قوات الدعم السريع والذي أسفر عن مقتل أكثر من 5 مدنيين ووقوع عشرات الجرحى من المواطنين الكوادر الطبية الأبرياء بينهم حالات حرجة.
إن استهداف المرافق الصحية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف يشكل انتهاكًا صارخًا لكافة الأعراف والمواثيق الدولية ويعد جريمة حرب مكتملة الأركان وعملًا إرهابيًا يتنافى مع أبسط القيم الإنسانية والأخلاقية ويكشف عن استخفاف مروع بحياة المدنيين ومبدأ الحياد الطبي الذي يكفله القانون الدولي.
ويؤكد مرصد مشاد أن هذه الجريمة تندرج ضمن سلسلة من الانتهاكات المتعمدة التي تطال المرافق المدنية والكوادر الطبية والخدمية الأمر الذي يمثل تصعيدًا خطيرًا في نمط الهجمات الموجهة ضد السكان المدنيين ويستوجب تحركًا عاجلًا وحازمًا من المجتمع الدولي.
يدعو مرصد مشاد الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجميع الهيئات الدولية والإقليمية المعنية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية واتخاذ خطوات فورية وفعالة لضمان حماية المدنيين ووقف هذه الجرائم المتكررة والعمل على محاسبة الجناة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
كما يناشد المرصد جميع منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني ووسائل الإعلام الحرة إلى تسليط الضوء على هذه الجريمة البشعة والمساهمة في نقل حقيقة ما يجري من انتهاكات ممنهجة بحق الشعب السوداني.
إن صمت العالم على هذه الجرائم يعد تواطؤًا غير مباشر ويشجع على استمرار مسلسل القتل والدمار والإفلات من العقاب ويؤكد مرصد مشاد أن محاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات ليست فقط حقًا للضحايا وإنما ضرورة لتحقيق العدالة وصون السلم والأمن الإنساني في السودان والمنطقة ككل
