يعرب مرصد مشاد لحقوق الإنسان عن بالغ إدانته واستنكاره لقيام قوات الدعم السريع باعتقال عدد من الأطباء والعاملين في القطاع الصحي بمدينة نيالا، في انتهاك جسيم لكافة الأعراف والمواثيق الدولية التي تكفل الحماية للكوادر الطبية، وتضمن حياد واستقلال المؤسسات الصحية في أوقات النزاع. ويأتي هذا التصعيد الخطير في وقت يشهد فيه الإقليم تدهوراً حاداً في الأوضاع الإنسانية وتفاقماً في احتياجات المدنيين للخدمات الصحية المنقذة للحياة، ما يجعل من اعتقال الأطباء جريمة مزدوجة تمس الحق في الصحة والحياة، وتهدد أمن وسلامة المدنيين بشكل مباشر.
إن استهداف الطواقم الطبية يُعد خرقاً فاضحاً لأحكام القانون الدولي الإنساني، لا سيما اتفاقيات جنيف، ويُشكل سلوكاً ممنهجاً ينمّ عن ازدراء خطير للمبادئ الأساسية للحياد الطبي والإنساني. كما يُعتبر هذا الاعتقال انتهاكاً واضحاً للحق في الحرية والأمان الشخصي، ويضع مرتكبيه تحت طائلة المساءلة القانونية بموجب قواعد القانون الدولي.
يدعو مرصد مشاد المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى اتخاذ موقف عاجل وحازم لحماية العاملين في القطاع الطبي في السودان، وضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة الكوادر الصحية المعتقلة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات المتكررة التي تؤدي إلى شلل المنظومة الصحية، وتعرض أرواح آلاف المرضى والمصابين للخطر.
ويجدد مرصد مشاد تأكيده أن الاعتداء على الأطباء واستهدافهم يُعد جريمة لا تسقط بالتقادم، ويشكل تحدياً صارخاً لمبادئ الإنسانية والعدالة. كما يحمل قوات الدعم السريع المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن الأضرار البالغة التي لحقت بالمرافق الصحية والمرضى نتيجة لهذا السلوك غير المشروع. ويدعو كافة الآليات الدولية المعنية إلى التحرك الفوري لضمان الحماية المستدامة للكوادر الطبية والمرافق الصحية في السودان، ووقف كل أشكال الانتهاكات بحقهم، تحقيقاً للعدالة، وإنصافاً للضحايا، وصوناً للكرامة الإنسانية.
