السلام

⭕️مرصد مشاد يحذر من كارثة إنسانية كبرى في دارفور ويدعو لتحرك دولي عاجل لفك الحصار وإنقاذ ملايين المدنيين⭕️

يُعبّر مرصد مشاد عن بالغ قلقه إزاء الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي يشهدها إقليم دارفور، حيث يعيش ملايين المدنيين تحت حصار خانق وأوضاع مأساوية تُشكّل انتهاكًا صارخًا لأحكام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وتُهدد بحدوث مجاعة جماعية وإبادة بطيئة بحق السكان الأبرياء.

تشير التقارير الميدانية الموثوقة إلى أن أكثر من 3.8 مليون مدني محاصرون في مناطق النزاع، محرومون من الغذاء والدواء ومياه الشرب، وسط تصاعد عمليات القصف والانتهاكات الممنهجة، بما في ذلك القتل خارج نطاق القانون، والاغتصاب، والاختفاء القسري، والتطهير العرقي. وقد تم توثيق مئات المجازر والانتهاكات، بعضها يجري في وضح النهار وعلى مرأى العالم، دون أي تحرك دولي فعّال.

إن ما يجري في دارفور يُعد جريمة ضد الإنسانية، ويشكّل إخفاقًا صارخًا في تنفيذ الالتزامات الدولية بموجب اتفاقيات جنيف، ونظام روما الأساسي، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. استمرار هذا الصمت الدولي لا يمكن تفسيره سوى بالتقاعس أو التواطؤ.

يُحمّل مرصد مشاد المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مسؤولية أخلاقية وقانونية تجاه هذه الانتهاكات الجسيمة، ويُطالبه بتحرك فوري وفعّال من أجل فك الحصار المفروض على المدنيين، وضمان الوصول الإنساني الآمن والمستدام إلى المناطق المنكوبة، دون قيد أو شرط.

كما يطالب المرصد بفتح تحقيق دولي عاجل مستقل في جميع الجرائم المرتكبة، تمهيدًا لإحالة المسؤولين عنها إلى العدالة الدولية، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، بما يحقق العدالة للضحايا ويُسهم في منع تكرار المأساة.

إن كارثة دارفور لم تعد مجرّد أزمة إنسانية؛ إنها انهيار كامل للمعايير الدولية، وامتحان حقيقي لإرادة المجتمع الدولي في حماية المدنيين، وفرض العدالة، وصون الكرامة الإنسانية. إننا في مرصد مشاد نؤكد أن واجب التدخل الإنساني لم يعد خيارًا، بل التزامًا قانونيًا وأخلاقيًا لا يحتمل التأجيل.

منظمة_مشاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *