يعرب مرصد مشاد عن إدانته البالغة واستنكاره الشديد للجريمة المروعة التي ارتكبتها صباح اليوم قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بحق أكثر من 16 شاباً من أبناء شمال دارفور، في واقعة ترقى إلى جريمة تطهير عرقي موصوفة، وانتهاك فادح للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ومبادئ الحماية المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف، وميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية
تشير المعلومات الموثوقة إلى أن الضحايا استجابوا لنداء السيد الطاهر حجر، وفي أثناء محاولتهم الفرار من الحصار الخانق، والقصف العشوائي، والجوع الذي يفتك بالمدنيين، تم اعتقالهم على يد عناصر الدعم السريع، وتعريضهم لأبشع صنوف التعذيب وسوء المعاملة، قبل أن يُعدموا ميدانياً رمياً بالرصاص، في جريمة تجسّد أقصى درجات الوحشية والانحطاط الأخلاقي
إن هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات الممنهجة والواسعة النطاق التي ارتكبتها، ولا تزال ترتكبها، قوات الدعم السريع وحلفاؤها، وتدل بوضوح على نمط إجرامي يستهدف فئة بعينها بناءً على الهوية والانتماء الجغرافي والسكاني، وهو ما يشكّل انتهاكاً مباشراً للمواد المتعلقة بحظر التصفية العرقية والقتل خارج نطاق القانون
يحمل مرصد مشاد قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، وعلى رأسهم المدعو الطاهر حجر، المسؤولية الجنائية والسياسية والأخلاقية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء، ويدعو المجتمع الدولي بكافة مكوناته إلى كسر دائرة الصمت، وإدانة هذه الانتهاكات المروعة، واتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين المحاصرين، وفتح تحقيق دولي مستقل وشفاف تحت إشراف الأمم المتحدة لتوثيق وتقصي هذه الجريمة وسائر الجرائم المرتكبة في دارفور، والعمل على إحالة الجناة إلى العدالة الدولية دون تأخير
إن مرصد مشاد يناشد المجتمع الدولي والمنظومة الحقوقية الأممية والإقليمية، ومؤسسات العدالة الدولية، إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في حماية المدنيين السودانيين، وملاحقة مرتكبي هذه الجرائم، وإنصاف الضحايا وأسرهم، وتوفير الرعاية النفسية والاجتماعية والقانونية لهم، كما يجدد المرصد دعوته للمنظمات الإنسانية والحقوقية كافة إلى التضامن الكامل مع الشعب السوداني، والعمل المشترك من أجل إنهاء الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة الشاملة
إن الصمت على هذه الجرائم الوحشية يُعد تواطؤاً غير مباشر ومخالفة لجوهر المبادئ المؤسسة للعدالة الدولية، كما أن تجاهل المأساة المتصاعدة في دارفور يُهدد بانهيار ما تبقى من منظومة الحماية الدولية، ويشرعن لعودة نماذج الإبادة الجماعية التي لن يسلم العالم من تبعاتها الإنسانية والأخلاقية
