يشعر مرصد مشهد بجزعه العميق من التدهور الإنساني الشديد والفظائع الممنهجية التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين الأبرياء في مدينة الفاشر. منذ الساعات الأولى من أمس، استمرت الهجمات الوحشية في استهداف السكان بشكل عشوائي. نفذت القوات المسلحة الرواندية أعمال قتل وتعذيب وإبادة جماعية ضد السكان كما لو كانوا جميعًا مقاتلين. هذه الجرائم البشعة لم تنقذ أحداً – لقد استُهدفت جميع النساء والمسنين والمرضى والمعوقين، إلى جانب المتطوعين والعاملين في المجال الإنساني والمطابخ المجتمعية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية الأساسية.يُقال أن قوات بلا حدود تجمع أولئك الفارين من العنف في المناطق المفتوحة وتقوم بإعدامهم في الأماكن العامة، في مشهد مأساوي يتكرر في كل مدينة تحت سيطرتها. وفقًا للمعلومات الميدانية الموثقة من المرصد، تجاوز عدد القتلى بالفعل 2,000 مدني، بمن فيهم نساء وأطفال وكبار السن – وسط صمت دولي مرعب وفشل صادم في التصرف لوقف هذه الكارثة الإنسانية.مرصد مشهد يؤكد مجددا إدانته الشديدة لهذه الانتهاكات الجسيمة ويدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية لاتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف الإبادة الجماعية المستمرة في الفاشر. كما يحث المرصد الجهات الدولية ذات الصلة على استخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية وأدوات الرصد الحديثة للمساعدة في توثيق هذه الجرائم وجمع الأدلة وتتبع تحركات القوات المهاجمة تمهيدا لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.ما يحدث في الفاشر هو مأساة إنسانية وجريمة في حق ضمير الإنسانية. يؤكد مرصد مشهد من جديد التزامه الثابت بمواصلة الرصد والتوثيق والدعوة إلى العدالة – لضمان إنصاف الضحايا ومحاكمة مرتكبيها أمام المحاكم الدولية.
المرصد
